mariem مشرفة
عدد المساهمات : 467 تاريخ التسجيل : 02/02/2008 نقاط : 61732
| موضوع: تأهل الفريق الوطني لمونديال جنوب إفريقيا ورقة استثمرتها السلطة سياسيا واجتماعيا وتناستها اقتصاديا الثلاثاء يونيو 15, 2010 11:21 am | |
| تأهل الفريق الوطني لمونديال جنوب إفريقيا ورقة استثمرتها السلطة سياسيا واجتماعيا وتناستها اقتصاديا
| ماذا كسبت البلاد من تأهل ''الخضر'' للمونديال بعد 24 سنة من الغياب عن أكبر عرس كروي عالمي؟ قد تكون خزائن الفاف امتلأت من مداخيل ''السبونسور''، وقد تكون معها السلطة قد كسبت هدنة اجتماعية لم يكن من السهل ربحها لولا كرة القدم التي أثلجت غليان الشارع، وضبطت نبضاته على ساعة جنوب إفريقيا. لكن الفريق الوطني الذي ذهب إلى بلاد مانديلا بلباس ''بوما'' في سنة 2010، كان قد شارك في مونديال إسبانيا بأقمصة ''سونيتاكس''، وتحمل ماركة ''صنع في الجزائر''. وهو ما يعني أن الجزائر لم تغب 24 عاما عن المونديال وإنما أيضا تراجعت صناعيا. وهي إحدى النقاط السوداء التي غيّبت في أحاديث هذا المونديال. باستثناء رواج صناعة الرايات الوطنية وأشرطة الأغاني، واستعمال حافلة ''سوناكوم'' لنقل عناصر ''الخضر'' لدى عودتهم من أم درمان، وهي الصورة التي جابت القارات الخمس، فإن الباقي لم يحسن فيه استثمار ورقة تأهل الخضر للترويج لـ''الماركة الجزائرية ''.
ميزانية ضخمة ومشاريع عديدة لما بعد المونديال بوتفليقة يضخ الملايير في الرياضة أملا في استمرار الحل السحري اكتشف أخيرا، رجال السلطة في الجزائر أن للرياضة سحرا عجز عنه المشروع الحزبي، في استمالة قلوب الشباب الجزائريين، ولاحظت الحكومة أنها لما استخدمت لغة التهديد من جهة مع الشباب المهاجر سرا وخطابا متسامحا عبر بيوت العبادة لمحاربة التطرف، لم يحالفها النجاح كما تفعل كرة القدم. منذ بداية العام الجاري، كانت الرياضة في مقدمة جداول أعمال مجالس الوزراء التي عقدها الرئيس بوتفليقة مع حكومته، وجاء مشروع النهوض بكرة القدم أهم معالم مجلس وزراء عقد في جانفي الفارط ثم في آخر مجلس قبل التغيير الحكومي الأخير؛ حيث خصّصت الحكومة 1130 مليار لتنفقها على الرياضة. ويبدو أن الجزائر لجأت للأعوام القادمة، على استراتيجيات متفرعة، ظهرت الرياضة كعامل أساسي فيها، وبينما كان الخطر على الشباب، الانحراف والهجرة السرية والتأثر بما يسمى ''الفكر المتطرف''، والحلول في الترويج للخطاب الديني المتسامح، وجد في كرة القدم ''الحل السحري'' لشغل العقول كأقصر طريق تكتشفه الحكومة فجأة. وخاطب بوتفليقة وزراء الحكومة وهو يوقع موازنة العام الجاري ''لا ينبغي أن يحجب عنا الانتصار المستحقّ الذي حققه فريقنا الوطني لكرة القدم مؤخرا، جسامة المهمة المطلوب أداؤها في هذا النوع من الرياضة، بل لا بد أن يصبح حافزا لتحقيق الانبعاث الفعلي لكرة القدم الوطنية بفضل تضافر جهود السلطات العمومية والاتحادية المعنية ومسيري النوادي''. وتشير توجيهات بوتفليقة في الدفع بالرياضة إلى الأمام، إلى تعويل السياسيين كثيرا على ملء الفراغ الذي فشل فيه المشروع الحزبي، حيث وضع الرئيس بوتفليقة أربعة محاور لتطوير الرياضة في البلاد، تحسين تصريف المنظومة الرياضية، إعادة الاعتبار لأخلاقيات الرياضة وتعزيز محاربة العنف في الميادين الرياضية، وإعادة صياغة منظومة تمويل النشاطات الرياضية، ومواصلة تطوير حظيرة الهياكل القاعدية الرياضية لاسيما على مستوى المناطق التي ما تزال محرومة. وبلغة الأرقام، استفاد قطاع الشباب والرياضة من خلال هذا البرنامج من أزيد من 1130 مليار دينار من أجل انجاز 80 ملعبا لكرة القدم و750 مركبا للرياضة الجوارية و160 قاعة متعددة الرياضات وأكثر من 400 مسبح وأزيد من 3500 فضاء للألعاب و230 بيت ودار للشباب وكذا أكثر من 150 مركز للتسلية العلمية للشباب. والواضح أن الحكومة فكرت في مرحلة ''ما بعد المونديال'' حيث يكون الجهاز التنفيذي قد استنفد فترة ''هدنة'' دامت سنة كاملة، ويمكن من خلال المشروع الكروي توقّع استمرار ''الهدنة'' إلى غاية 2014 باستغلال الرياضة التي نجحت في كبح الهجرة، والاحتجاجات، وحلت محل الدبلوماسية الجزائرية، وجعلت اسم الجزائر يكتب وينطق ملايين المرات في وسائل الإعلام الدولية، بعدما ظل مقرونا بالإرهاب فقط. |
تراجعت الحرفة وازدهرت صناعة وتجارة الرايات الوطنية نجوم الكرة تصدّروا واجهات الصحف وأحالوا السياسيين على التقاعد
| في فترة قياسية جدا نجحت الكرة فيما فشلت فيه السياسة، واستبدلت اليأس الاجتماعي الذي عبرت عنه شرائح المجتمع بالاحتجاجات، بنشوة لم يعرفها الجزائريون منذ زمن طويل. منذ عامين تصبب عز الدين ميهوبي الذي كان آنذاك مديرا عاما للإذاعة الوطنية، عرقا، وهو يدفع بقوة لإنجاح حملة أطلقها بشعار''علم في كل بيت''، الحملة استمرت دون أن تكلل ببيان يوضح كم من عائلة استلمت الأعلام الوطنية، وأشهر قليلة بعد ذلك، لم يكن أحد بحاجة إلى حملة مثيلة لتحقيق حلم حقن الشباب بالوطنية، لما بدأت الحرفة تؤرق وزير التضامن جمال ولد عباس والحكومة كلل، كان كافيا أن يدخل المنتخب الوطني تصفيات مزدوجة للتأهل لكأس الأمم الإفريقية وكأس العالم، ومنذ ذلك الوقت ابتلعت الكرة، السياسة، وأزاح اللاعبون كبار المسؤولين والسياسيين من المشهد الإعلامي ليصدروا اهتمامات الشارع الجزائري المتعطش للفرجة. وقد وجدها في أيام معدودة في الملاعب، بعدما ضاعت لسنين طويلة في معارك السياسة. لم تعد الصحف ولا وكالات الأنباء تنقل أخبارا عن قوافل الحرافة الجزائريين، وركن حراس السواحل بوهران وعنابة وبومرداس إلى راحة تامة بعد جهود استنفدوها في ملاحقة قوارب الموت، ومن فكر في الحرفة من الشباب، وجد نفسه يشتري أو يسرق علما وطنيا، كما لم يعد وزير التضامن حينها، بحاجة إلى دعوة الشباب البقاء في وطنهم أو بحاجة إلى عرض برامجه الواهية حول التشغيل لامتصاص غضب البطالين، وحلّ لاعبو الفريق الوطني محل الساسة، في ابتلاع هموم يومية كانت بالأمس القريب تدفع المواطنين إلى الحرق والتخريب. ازدهرت خياطة الأعلام بشكل أعاد إلى أذهان من عايش الثورة، فترة إعلان وقف إطلاق النار، بين جيش التحرير والمستعمر، حين تهافت الجزائريون على محلات خياطة الأعلام لرفعها في وجه الفرنسيين في الشوارع والقرى، ولم تشهد الجزائر منذ الاستقلال هبة الشباب لحمل العلم الوطني كما حدث قبل أشهر قليلة، وباتت صناعة الأعلام وألبسة المنتخب الوطني تجارة رابحة لم يستوعب فيها التجار ولا ''الانتهازيون'' الكم الهائل من الطلبيات، حين أصبح الحصول على علم أو قميص رهينة ''توصية'' يتداولها الشباب فيما بينهم. هناك من الخبراء الاجتماعيين من يقول إن الجمهور الجزائري العاشق لكرة القدم، يعيش ''غيبوبة كروية'' أنسته همومه ومشاكله، وهناك من راح يصف راهن الوضع الاجتماعي '' المغيب'' ب'' الخطير'' لما تطرح سؤال عن الحال الذي سوف يستيقظ عليه الجزائريون، لما يسدل الستار على مونديال جنوب إفريقيا ليجدوا أنفسهم في مجابهة وضع تركوه قبل نحو عام أو أكثر، لكن هؤلاء الخبراء ربما أن المنتخب الوطني مقبل على تصفيات إفريقية أخرى بداية شهر سبتمبر، ما يعني أن الأفراح ستطول ومعها ستستمر أيضا ''غيبوبة الجماهير''. |
| |
|
mariem مشرفة
عدد المساهمات : 467 تاريخ التسجيل : 02/02/2008 نقاط : 61732
| موضوع: رد: تأهل الفريق الوطني لمونديال جنوب إفريقيا ورقة استثمرتها السلطة سياسيا واجتماعيا وتناستها اقتصاديا الثلاثاء يونيو 15, 2010 11:21 am | |
| ستة أشهر غير كافية لتحضير المشروع السّلطات خوصصت أندية كرة القدم في انتظار احترافها
| ما أقدمت عليه السلطات الوصية على الرياضة الجزائرية بخصوص أندية النخبة في كرة القدم عبارة عن خوصصة لهذه الأخيرة قبل أن يكون شيئا آخر. صحيح أن ''الفيفا'' اشترطت على كل فيدراليات كرة القدم العضوة فيها تبني الاحتراف بداية من عام 2011 حتى لا تتعرض للإقصاء من المنافسات الدولية. لكن مصطلح الاحتراف يعني من الناحية التقنية أن يكون ممارسو كرة القدم، هم أشخاص يقومون بذلك بصفة دائمة وتكون هذه اللعبة هي مصدر رزقهم الأساسي أو الوحيد. أي يجب معاملة لاعب كرة القدم مثل أي عامل في أي قطاع آخر: له أوقات عمل مضبوطة وله التزامات تجاه مستخدمه وله في المقابل راتب وعلاوات مضبوطة أيضا. وحتى يتحقق هذا يجب أن تتحول أندية كرة القدم إلى مؤسسات تخضع للقوانين الاقتصادية والتجارية. لكن كل هذا لا يفرض على الجزائر أن تحول ملكية أندية رياضية لها من تاريخ ورصيد من الألقاب الوطنية والدولية وتأثير شعبي لا نظير له محليا على الأقل، إلى خواص لم يثبتوا شيئا في المجال الاقتصادي لحد الساعة. والدليل على ذلك أن الجزائر لم تحقق بعد البديل الاقتصادي لقطاع المحروقات الذي تبحث عنه منذ بداية التسعينيات على الأقل والخواص الجزائريون لم يستطيعوا ترجيح الكفة لصالحهم على حساب القطاع العام، رغم كل الخطوات التي أقدمت عليها السلطات العمومية لتشجيعهم لعشريات كاملة من الزمن. وكان على ''الفاف'' ووزارة الشباب والرياضة قبل أن تطلب من أندية القسمين الأول والثاني إنشاء شركات ذات أسهم أو شركات ذات الشخص الواحد في جمعيات عامة تدوم ساعات قليلة ونتائجها معروفة مسبقا، أن تتولى بنفسها أو توكل لسلطات أعلى منها مهمة تحديد القيمة المالية لأندية مثل مولودية العاصمة وشبيبة القبائل ووفاق سطيف... لأن قيمة هذه الأندية تفوق بكثير ملايير السنتيمات التي تصرف حاليا في شراء اللاعبين. وبما أن مشروع الاحتراف هو بمثابة ثورة ثالثة في كرة القدم الجزائرية بعد ثورة الاستقلال وتلك التي طبقت في آخر السبعينيات، فكان لزاما القفز على الوضع الحالي لهذه الأندية وبناء المشروع على أساس رصيدها التاريخي والثقافي والاجتماعي والأهداف المطلوبة منها في المستقبل. لكن السلطات العمومية فضلت تطبيق نفس الوصفة التي طبقتها في كل إصلاحاتها لحد الساعة والتي تعتمد على الأرقام والوثائق الإدارية دون دراسة لخصوصيات كل قطاع، فقررت تخصيص قرض بقيمة 100 مليون دينار لكل ناد دون أن يعرف الرأي العام ولا منشطو كرة القدم المقاييس المعتمدة لتحديد هذه القيمة، ثم أمرت الأندية بعقد جمعياتها وتقديم ملفاتها قبل انقضاء شهر جوان الجاري. ونخشى أن نكتشف وتكتشف السلطات العمومية بعد سنوات من الآن أن مشروع الاحتراف تحول إلى مجرد سوق جديدة لاستيراد البشر بعد أسواق الاستيراد التي تم استحداثها في المجال الصناعي على حساب قدرات الإنتاج الوطنية.
|
| |
|
mariem مشرفة
عدد المساهمات : 467 تاريخ التسجيل : 02/02/2008 نقاط : 61732
| موضوع: رد: تأهل الفريق الوطني لمونديال جنوب إفريقيا ورقة استثمرتها السلطة سياسيا واجتماعيا وتناستها اقتصاديا الثلاثاء يونيو 15, 2010 11:22 am | |
| لحكومة أكبر مستفيد من العرس الكروي العالمي تأجيّل الاحتجاجات وإدخال ملفات السياسة الملتهبة الثلاجة
| ساهم انشغال الشارع الجزائري بتداعيات تأهل ''الخضر'' للمونديال بشكل كبير في تقليص غليان الجبهة الاجتماعية وامتصاص غضبها واحتوائه ضمن مؤسسات الدولة، مما يعني أن سحر الكرة أخلط الأوراق والحسابات لأكثر من جهة في الساحة الوطنية على الأقل في سنة .2010 لا أحد بإمكانه أن ينكر أن أحداث تأهـل المنتخب الوطني للمونديال التي شغلت الشارع الجزائري لشهور قد أطفأت العديد من الملفات الملتهبة والصراعات داخل أروقة الدولة ووسط الطبقة الحزبية والجبهة الاجتماعية وأدخلتها كلها إلى ''الثلاجة''. ومن ذلك أنه لأول مرة يمر التعديل الحكومي الذي أختير الإعلان عنه ما بين شوطي مباراة الجزائر إيرلندا، دون أن يثير أو يسيل الكثير من الحبر مقارنة بما كان يجري إلى وقت ليس ببعيد، مما يعني أن السلطة نجحت في ضبط عقارب ساعة الشارع الجزائري على مونديال جنوب إفريقيا منذ أكثر من 6 أشهر. ولهذا فضل عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة، تمثيل رئيس الجمهورية في مراسيم افتتاح مونديال جنوب إفريقيا، دون أن تؤثر رحلته على رزنامة ''عمل'' الغرفة العليا للبرلمان التي تعاني من بطالة ''مقنعة'' منذ عدة أشهر جراء شح مشاريع القوانين المعنية بالدراسة. الصمت البرلماني يقابله صمت حكومي على بيان السياسة العامة، وكذا على عدم عرض برنامج الحكومة أمام البرلمان ليس فقط، لأن الحكومة لم ''تتغيّر سوى جزئيا''، مثلما قال ميلود شرفي الناطق الرسمي لحزب أحمد أويحيى، وإنما لانشغال الشارع الجزائري بمعية أحزابه وسياسييه، بالحدث العالمي الذي انطلق في بلاد مانديلا، وهو ما جعل السلطات العمومية أبعد ما تكون عن مواجهة ضغوط الطبقة الحزبية. أمام هذه الأجواء بدت المعارضة محدودة التأثير في الشارع، حتى أن ''الخرجة'' السياسية لسعيد سعدي حول كتاب عميروش بقى التعاطي معه شبيه بلعبة ''البيغ بونغ ''، بحيث لم ينجح في فتح نقاش وسط الفاعلين السياسيين والمؤرخين بقدر ما ظل حبيس ''بولميك'' ليس إلا. ولم تكن خرجة فرحات مهني الذي أعلن عن تشكيل ما أسماه حكومة القبائل في المنفى أفضل حال من سعيد سعدي بعدما لم يجد من يتفاعل معه، على الأقل مثلما توقع أصحابها، لا من قبل الرسميين التي وضعوها في خانة ضجيج شبيه بمزمار بوبوزيلا الذي يملأ ملاعب جنوب إفريقيا، ولا من طرف المقربين إليه في منطقة القبائل، بعدما أطلق حسين آيت أحمد رصاصة الرحمة على مبادرته. ولا يعد ديديي لوكاس، مدير معهد تشويسيول المتخصص في العلاقات الدولية الوحيد الذي يرى أن ''كرة القدم هي على الأرجح واحدة من أفضل أدوات الإشعاع في الدولة''، وإنما الأمر كذلك حتى عند الرئيس ساركوزي الذي استهل خطابه بعبارة ''ما هو أقوى من كرة القدم؟'' في جنيف في شهر ماي الفارط لما قدم ترشيح فرنسا التي فازت بتنظيم نهائيات كأس الأمم الأوروبية ,2016 وفي ذلك ما يوحي بأن أقوى وأكبر رئيس للعالم هو رئيس ''الفيفا'' سيف بلاتير وليس بان كيمون الأمين العام للأمم المتحدة، كما يعتقد البعض. |
| |
|