يبدو أن الجميع أخطأ لما تداول أخبار
غياب الدراما المصرية عن المشاهد الجزائري بعد المقاطعة التي أعلنها
التلفزيون والشعب الجزائري بسبب الأحداث الأخيرة، وهو ما جعل المشهد المصري
يغيب لأول مرة عن المشاهد الجزائري. لكن
يبدو أن هذه الأخبار لم يعد لها أساس من الصحة بعد أن أطلت علينا وسائل
الإعلام المصرية أمس بأخبار تصلح كثيرا لسيناريو فيلم درامي خادش للحياء في
عز رمضان.
وعادت
دكاكين الفتنة لتشتغل مجددا من خلال سردها لحادث عارض حينما حادت حافلة
الفريق المصري عن الطريق لتهول من ذلك ويتحول الأمر إلى كارثة حقيقية،
لكنها بريئة من المتعصبين الجزائريين على حد افتراءاتهم.
القدر كان لطيفا بالأهليونقلت
الصحف والمواقع المصرية أمس بشكل مريب الحادث الذي تعرضت له الحافلة التي
تقل منافس شبيبة القبائل، وقالت ان العناية الإلهية أنقذت الأهلي من الموت
بعد أن كادت الحافلة الخاصة بتنقلات الفريق أن تنقلب رأساً على عقب أثناء
توجه الفريق لملعب التدريب.
وأشار
أحد هذه المواقع "لا توجد أي إشارات بأن الحادث مدبر من قبل المتعصبين في
الجزائر، بل أن كل ما حدث كان قضاء وقدر، ولكن القدر كان لطيفاً ببعثة
النادي الأهلي"، علما أن مراسل هذا الموقع لم يكن بعين المكان وقد طلب
معونة من صحفي الشروق ليوصله إلى تيزي وزو بعد أن قضى ليلته بالعاصمة.
وصورت
دكاكين الفتنة وكأن الحادث مدبر ولجأت إلى التهويل بشكل غير معقول، مشيرة
إلى أن بعثة الأهلي بسلام وان العطب مس الحافلة فقط، حيث تم الاطمئنان على
سلامة وفد الفريق، وكأن الأمر يتعلق بحادث خطير وهو في الواقع مجرد انحراف
للحافلة ليتم التحكم في الأوضاع فيما بعد.
وكانت
حافلة الأهلي المصري قد تعرضت لحادث بسيط نتيجة انحراف الحافلة عن خطها
بسبب الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على تيزي وزو لسهرة أول أمس، لكن لم تكن
هناك أية مؤشرات تدل على ان الحادث مدبر مثلما يحاول الطرف المصري التشكيك
فيه.
مسؤولو الأهلي متفهمون والسبب سوء الطقسوشهدت
تيزي وزو تهاطلا غزيرا للأمطار ليلة أول أمس تزامن مع رحلة الأهلي من مقر
اقامته نحو ملعب أول نوفمبر على مستوى منطقة مدوحة (حوالي 6 كلم عن الملعب)
وهي منحدر، حيث كانت تسير الحافلة بسرعة متوسطة إضافة إلى أن الحافلة كانت
تسير ضمن موكب وهو ما ينفي كل الفرضيات حول تعرض الفريق لمؤامرة مثلما
صوره البعض ونفاه مسؤولو الأهلي بأنفسهم.
وقال
خالد مرتجى عضو مجلس إدارة نادي الأهلي والمرافق للبعثة المصرية للصحفيين
أثناء وصوله إلى ملعب أول نوفمبر إن تأخر الحافلة أمر وارد بسبب الأمطار
الغزيرة في الجزائر في هذا الوقت من العام.. مضيفا انه تم الاتصال بمسؤولي
النادي الجزائري من اجل تأخير موعد تدريب فريق الشبيبة حتى يحصل لاعبو
الأهلى على الحصة التدريبية كاملة وهو الأمر الذي قوبل بالموافقة من الإخوة
الجزائريين.
وأشاد
مرتجى بالأجواء والتفاهم مع المسؤولين الجزائريين، مؤكدا انه أمر متوقع
وليس بجديد على الجزائر، مشيرا إلى انه لا توجد أية فرضيات تشير إلى أن
الحادث مدب،ر مقدرا المجهودات التي يبذلها الجزائريون من اجل راحة فريقه.
حناشي: "لم نتلق أي شكوى من المصريين" من
جهته قال رئيس شبيبة القبائل محند شريف حناشي في اتصال للشروق بأن فريق
الأهلي لم يقدم أية شكوى في هذا الخصوص، وان رئيس البعثة أبدى ارتياحه
الشديد للظروف الجيدة التي يقيم بها، مؤكدا بأن حادثة الحافلة مجرد حدث
بسيط، مشيرا الى انه قضاء وقدر ولا يمكن لفريقه أن يتحمل مسؤولية تهاطل
الأمطار، مضيفا بأنه يسهر شخصيا على راحة ضيوفه في هذا الشهر الفضيل وهذا
من الأعراف ومن كرم سكان المنطقة والجزائريين عموما بعيدا عن كل الحسابات
أو الحساسيات.
وأكد
هادى خشبه مدير الكرة في نادي الأهلي أن الحادث كان بسبب اختلال عجلة
القيادة من السائق لم يستغرق سوى لحظات وأن الجانب الجزائري يتعاون بشكل
كبير مع بعثة الأهلي في إطار العلاقات القوية بين الطرفين.
ويواجه
شبيبة القبائل الأهلي المصري في مباراة حاسمة سهرة اليوم في إطار تنافس
الفريقين على تأشيرتي التأهل للمربع الذهبي من دوري أبطال إفريقيا، ويعد
الأهلي أول فريق مصري يحل بالجزائر منذ حادثة الاعتداء على حافلة المنتخب
الوطني بالرشق بالطوب العام الماضي ما تسبب في اصابة لاعبي المنتخب الوطني،
في وقت حظي الأهلي المصري باستقبال الرؤساء اثناء حلوله بالجزائر وتخصيص
طائرة مروحية لمرافقته طيلة الرحلة من العاصمة الى تيزي وزو.