يسرني أن أعرض عليكم موضوع هام يساعد في إعداد البحث العلمي
مراحل إعداد البحث العلمي
يعرف البحث العلمي بأنه التقصي المنظم باتباع أساليب ومناهج علمية محددة
للحقائق العلمية بقصد التأكد من صحتها أو تعديلها أو بإضافة الجديد إليها.
والتقصي عن الحقيقة يستلزم إتباع منهج وطريقة تخضع لقواعد ومراحل منظمة
ومنضبطة طبقا للتفكير المنطقي بدءا بتحديد طبيعة ونطاق موضوع البحث
واختيار عنوانه ثم وضع إشكالية وخطة تليها جمع المادة العلمية ودراستها
ونقذها ثم الوصول إلى استخلاص النتائج المرجوة.
ويمكننا أن نقسم مراحل البحث العلمي إلى ثلاث مراحل وهي :
المبحث الأول : المرحلة التحضيرية .
وتشمل اختيار موضوع البحث واختيار أو تعيين المشرف أو المؤطر وإجراءات التسجيل ووضع إشكالية البحث وأخيرا وضع الخطة الأولية للبحث.
يشكل اختيار موضوع البحث الخطوة الأولى في مراحل إعداد البحث العلمي
ويقتضي من الباحث أن يكون على دراية وافية بكل القضايا والإشكاليات
المطروحة في مجال تخصصه ولا يأتي له ذلك إلا بالقراءة المستفيضة والإطلاع
الواسع التي تمكنه من معرفة القضايا والمشاكل التي لم تسبق دراستها والتي
تحتاج إلى دراسة مكملة أو إلى مراجعة لإضافة جديدة إليها أو حلها.
واختيار الموضوع يكون إما باقتراح من المؤسسة العلمية أو من الأساتذة أو
من اختيار الباحث نفسه بعد أن يرى أن الموضوع يحظى باهتمام خاص لديه ويرغب
في البحث فيه.
وتخضع عملية اختيار موضع البحث لجملة من المعايير والشروط يجب على الباحث أن يراعيها وتتمثل فيما يلي :
أ . يجب أن يتعلق الموضوع بنقطة محددة فالمواضيع العامة تجعل الباحث
لا يستطيع التعمق في البحث ويلجأ إلى الأفكار العامة مما يجعل نتائج البحث
وقيمته محدودة فلو اختار الباحث موضوع مثل "الجريمة المنظمة" فإنه عليه أن
يدرس عدة أنواع من الجرائم كالاتجار في المخدرات والإرهاب والتزوير وتبييض
الأموال إلخ...، أما إذا اختار موضوع مثل : تزوير أرقام السيارات فيكون
موضوعه محددا مما يسمح له بالتعمق أكثر في مادة البحث ويكون للبحث قيمة
علمية أفضل ونتائج أنجع.
ب. يجب أن يكون موضوع البحث جديدا أي لم تسبق دراسته دراسة وافية لا تترك للباحث ما يكتشفه أو يعقب عليه أو ينتقده.
ج . أن يكون الموضوع له علاقة بالواقع ويشغل بال الناس ويكون البحث فيه له فائدة ونتائجه يمكن الاستفادة منها.
د . أن تتوفر في موضوع البحث مصادر ومراجع تسهل على الباحث تناول
مادته العلمية والحصول على كل المعلومات والبيانات المتعلقة بالموضوع
وخاصة في اللغة التي يتقنها.
هـ . أن يكون موضوع البحث مندرجا في التخصص العلمي الذي يمارسه
الباحث سواء في مجال التدريس أو في مجال وظيفته باعتبار أن له معرفة وافية
بالإشكالات والمعلومات المتعلقة به وكذا بالمصطلحات المرتبطة بطبيعة موضوع
البحث.
إن عنوان البحث هو بمثابة الاسم الذي يطلقه الوالد على مولوده الجديد ويجب أن تتوفر فيه الشروط التالية :
- أن يكون جديدا ومبتكرا أي يضعه الباحث متجنبا العناوين القديمة التي استعملت ففي بحوث سابقة أو كتب سبق نشرها.
أن يكون واضحا دقيقا وشاملا لمضمون البحث.
أن يكون محددا وقصيرا مع مراعاة وضوح ما يدل عليه.
أن يكون في عبارة جذابة تجلب انتباه القارئ .
أن يكون موضوعيا يتحرى الحقيقة والصدق فلا يكون من باب الدعاية أو الكذب.
أن لا يكون متكلفا في عباراته من حيث اللفظ فلا يتضمن ألفاظا غريبة أو مسجوعا.
إن إعداد بحث علمي يتطلب دربة ومراسا في مجال المنهجية العلمية وتقنيات
البحث عن المعلومات وأسلوب نقذها وتمحيصها ودراستها وذلك أمر قد يتعسر على
الباحث لذلك فهو يحتاج إلى مشرف أو مؤطر له خبرة ومستوى علمي رفيع في مجال
التخصص يتولى توجيهه وإرشاده والأخذ بيده أثناء كل مراحل إعداد البحث.
ويتم اختيار المشرف من ضمن الأساتذة الدكاترة المؤطرين الذين لهم
الخبرة أو الخبراء المتخصصون في مجال البحث ويكون ذلك إما باختبار الباحث
بعد موافقة الأستاذ أو بتعيين المؤسسة العلمية أو الهيئة التي يتم إعداد
البحث فيها وفي الحالتين فإن موافقة المشرف شرط ضروري إذ يجب أن يقبل
الإشراف على البحث ومتابعة الباحث في كل خطوات إعداد بحثه ويوجهه ويساعده
في ضبط الخطة وتحديد الإشكالية وصياغة البحث إلى حين الإعداد النهائي
للبحث ومناقشته.
تختلف إجراءات تسجيل البحث تبعا للنصوص
القانونية والتنظيمية المطبقة في مجال البحث العلمي والجامعات والمعاهد
والمدارس العليا والأكاديميات والمؤسسات المختصة في التعليم العالي ومراكز
البحث العلمي.
وعملية التسجيل تتم بعد تقديم الباحث لملف يتضمن :
- الأوراق الإدارية المتعلقة بهويته.
- الشهادات والدبلومات العلمية التي تثبت مستواه ومؤهلاته التي تمكنه من إعداد البحث العلمي .
- تقرير موجز يتضمن موضوع البحث وإشكاليته والخطة الأولية ودواعي اختياره والأهداف المتوخاة من البحث فيه.
(يتم تسجيل البحوث بالنسبة لمتربصي دورة القيادة والأركان على مستوى
المدرسة العليا للدرك الوطني بعد دراسة تتم من طرف لجنة تعين لهذا الغرض
وتعمل تحت إشراف قيادة المدرسة ثم تحال على القيادة عن طريق قسم التكوين
للموافقة عليها).
إشكالية البحث : تعد إشكالية البحث بمثابة الجهاز العصبي للإنسان أو قمرة
القيادة بالنسبة للطائرة وتتوقف جودة البحث وقيمته على وجود الإشكالية
المضبوطة.
والإشكالية هي الفكرة المحورية التي يدور حولها البحث وتصاغ على شكل
سؤال محوري تدور حول الفرضيات التي ينطلق منها الباحث في بحثه والإشكالية
هي التي تحدد مسار البحث وتوجه الباحث ليبقى ملتزما بحدود موضوعه.
وتنقسم الإشكالية إلى نوعين :
الإشكالية المبدئية :
يضعها
الباحث بمجرد اختيار موضوع بحثه وتحديد عنوانه وهي الفكرة الأساسية التي
تصاغ على شكل سؤال وهذه الفكرة ليست نهائية بل يمكن تمحصيها وتعديلها
وضبطها أثناء جمع المادة العلمية وكل المعلومات المتعلقة بالموضوع لتصبح
نهائية.
الإشكالية النهائية :
بعد جمع المادة العلمية والمصادر والمراجع
قد يتضح للباحث أن الإشكالية التي وضعها ليست مضبوطة أو تحتاج إلى تعديل
فيعيد صياغتها ويراجع ضبط السؤال المحوري لتكون متوافقة ومتطابقة مع محتوى
البحث ومتناسقة ومنسجمة مع الفرضيات والنتائج.
الخطة الأولية للبحث :
إن الباحث عندما يختار موضوع بحثه يكون
لديه فكرة عامة وشاملة لنطاق ذلك البحث ومجمل العناصر والنقاط والمسائل
التي سوف بدور بحثه حولها. لذلك يبادر بوضع خطة تشمل المقدمة والفصول
والمباحث والمطالب على أن تتضمن المقدمة إشكالية البحث والفرضيات ومنهجية
البحث وتتضمن الفصول والمباحث والمطالب عناوين للأفكار والعناصر الرئيسية
للبحث.
إن السير في إنجاز أي بحث يتطلب من الباحث أن ينظم نفسه ويصنع خطة عمل يلتزم بها.كما يجب عليه أن يجيب على الأسئلة التالية :
أ/ في أي اختصاص ومجال يندرج موضوع بحثه مثال في العلوم القانونية في
المسائل الأمنية في مجال الإتصال في مجال الإسناد والدعم في الفنون
العسكرية إن الإجابة على هذا السؤال يسمح للباحث بمعرفة الجهات والمكتبات
والمراكز التي يعثر فيها على المصادر والمراجع والدراسات المتعلقة بموضوع
بحثه.
ب/ من هم الأشخاص الذين يمكن الإستعانة بهم ويكون ذلك بضبط وحصر
الأساتذة دوي الخبرة والإختصاص في موضوع البحث وكذا الإطارات وكل من يمارس
نشاطا له علاقة بالموضوع لأن هؤلاء الأشخاص أدرى بالمعلومات والإشكالات
المطروحة كما أنهم يمكن أن تكون لديهم أفكار وأراء تفيد البحث أو توجهه أو
يمكن أن يستعين الباحث بما لديهم من مراجع ووثائق.
ج/ ما هي المدة الزمنية المخصصة لإنجاز البحث وبذلك يمكن للباحث أن
يعد رزنامة زمنية تتضمن فترات متعاقبة تخصص كل فترة لإنجاز جزء محدد من
البحث كأن يخصص فترة للبحث عن المراجع وفترة لمقابلة الشخصيات وتواريخ
الإتصال بالمشرف أو المدة الزمنية التي ينجز فيها كل فصل من فصول البحث
وتلك التي يخصصها لدراسة المادة العلمية وصياغة البحث وهكذا ( أنظر نموذج
لإعداد بطاقة لهذا الغرض في الفصل الخامس – المبحث الثاني).
على الباحث أن يحدد الطريقة التي يستعملها في جمع المادة العلمية وهناك أسلوبان:
أسلوب البطاقات.
أسلوب الملفات.
المبحث الثاني : مرحلة جمع المادة العلمية وإعداد البحث.
تتمثل هذه المرحلة في التقصي عن الوثائق العلمية بنوعيها المصادر
والمراجع .والوثيقة تعني المصدر أو المرجع الذي يتضمن معلومات وحقائق
وأفكار تتعلق بموضوع البحث والوثيقة تكون مخطوطا أو كتابا مطبوعا أو شريطا
سمعيا – بصريا أو مستندات تتضمن وقائع أو تسجيلات لأحداث تهم موضوع البحث
كالمحاضر وأرشيف التقارير والسجلات الخ...
وتعد من الوثائق الرسمية الدوريات والمسموعات ودوائر المعارف ونتائج
الأبحاث الميدانية وأطروحات الدكتوراه والماجستير والمراسلات العلمية
والأفلام الوثائقية.
وأهم الوثائق التي تعتمد عليها في الأبحاث العلمية تتمثل في المصادر
ويقصد بالمصدر الكتاب أو المخطوط الذي يتناول موضوع البحث تناولا شاملا
وأصيلا ولا يعتمد على المصدر أو مرجع قديم وبعابرة أخرى فالمصدر هو أقدم
وثيقة تحوي المعلومات المتعلقة بالموضوع كالمخطوطات التي لم يسبق نشرها
مثل مذكرات القادة السياسيين وكتب الفقه القديمة.
فالقرآن الكريم والسنة النبوية هما مصدران لأحكام الشريعة الإسلامية
والقرارات القضائية الصادرة عن المحكمة العليا هي مصدر الاجتهاد القضائي
وكذا الإحصائيات الرسمية التي تنشرها الدوائر الحكومية تعد مصدرا لأي
دراسة إحصائية.
أما الموجع فهو ما كانت علاقته بالموضوع علاقة تفسير لجزئية من
جزئياته ولا يتناول جوهر الموضوع وقضاياه الأساسية ولا يستعين بها في
دراسة قضايا الموضوع الأساسية وإنما يستعين في دراسة عنصر أو نقطة من
الموضوع.
كيفية البحث عن المصادر :
للبحث عن المصادر والمراجع يجب أن يعرف الباحث أن هناك عدة معايير لترتيبها وتصنيفها في المكتبة :
معيار موضوع الوثيقة.
معيار إسم المؤلف.
الترتيب حسب التاريخ.
موضوع الجدة والحداثة.
وفي كل مكتبة توضع فهارس عديدة منها :
فهرس خاص بعناوين الكتب.
فهرس خاص بعناوين الموضوعات (قانون – تاريخ – جغرافيا ...).
فهرس خاص بأسماء المؤلفين.
ويكون ترتيب المصادر والمراجع إما تبعا للحروف الهجائية أو حسب الأرقام.
ولقد أصبحت وسيلة الإعلام الآلي من الوسائل الفعالة في ترتيب المراجع وتصنيفها وعلى المكتبات أو التوثيق أصبح علما قائما بذاته.
ويتم العثور على المصادر والمراجع بطرق مختلفة منها الرجوع إلى فهرس
المراجع لكتاب يتناول موضوع البحث والشروع في البحث عن تلك المراجع في
مظامنها على مستوى المكاتب والمعاهد ومراكز البحث العلمي والمكتبات
الجامعية كما يمكن وضع قائمة للكلمات المفتاحية التي لها علاقة بموضوع
البحث والإنطلاق منها للبحث عن المصادر والمراجع.
كما يستطيع الباحث أن يرجع إلى فهارس مختلف المكتبات أو لقائمة الكتب
التي تنشرها دور النشر و يستفيد الباحث أيضا بالرجوع إلى ما يعرف بمصادر
المصادر و هي كتب ألفت خصيصا لتتضمن تدوين أسماء مختلف الكتب مثل الفهرست
لابن النديم و تاريخ الأدب العربي لبروكلمان .
إن جمع المادة العلمية يشبه ما يقوم به البناء من جمع للمواد اللازمة
لتشييد مبنى ، فالمادة العلمية هي التي يقوم عليها بنيان موضوع البحث .
و يمر جمع المادة العلمية بمرحلتين مرحلة الجمع التحضيري للمادة ثم مرحلة التدوين للمعلومات .
و يمكن اعتماد طريقتين أو أسلوبين تبعا لمنهجية دقيقة و هما :
أسلوب البطاقات و أسلوب الملفات.
و يتمثل أسلوب البطاقات في قيام الباحث بإعداد جملة من البطاقات يسجل
عليها المعلومات التي يستقيها من المصادر و المراجع ، و يتم ترتيب تلك
البطاقات حسب عناوين الأبواب و الفصول و المباحث .
و تتضمن البطاقة عنوان الفصل أو البحث و الاسم الكامل للمؤلف و اسم
الكتاب و دار النشر و مكان وجود الكتاب و رمز حفظه في المكتبة – الملاحظات
الشخصية – و يمكن للباحث أن يرتب تلك البطاقات ترتيبا يناسب الطريقة التي
يعمل بمقتضاها و يراعي في ذلك سهولة الرجوع لها أثناء مرحلة الصياغة .
أما أسلوب الملفات فهو الأسلوب المحبذ لدى الباحثين و يتمثل في لجوء
الباحث إلى فتح ملف لكل باب و فصل من فصول البحث و يتضمن كل ملف ملفات
فرعية يضع فيها ما يجمعه من معلومات تتعلق بكل نقطة في البحث .
و من مميزات هذه الطريقة أنها عملية تسمح للباحث بإضافة التعديل و
يجمعه من المعلومات و يمكن للباحث أن يجمع بين الطريقتين أو الأسلوبين
فيفتح ملفات و يدرج فيها البطاقات .
بعد الفراغ من جمع المادة العلمية يرجع الباحث إلى هذا المعلومات فيقرأها
قراءة متأنية و يضبط أفكاره و يتمثل و الهدف من هذه القراءة في :
- استيعاب كل المعلومات المتعلقة بموضوع البحث .
- الفهم الجيد لكل الأفكار المرتبطة بالبحث .
- تحليل الآراء و نقدها و مقارنتها و ترتيبها و تصنيفها .
- وضع الفرضيات و استخلاص النتائج و النظريات و القوانين العلمية .
- من الضروري أن يولي الباحث عناية للقواعد اللغوية و الاهتمام بالمصطلحات العلمية.
- يجب أن تكون القراءة واسعة وشاملة لكل الوثائق والمصادر والمراجع.
- يجب أن يتحلى الباحث بالذكاء والفعالية ويعمل على التمييز بين المصادر والمراجع ويصنفها من حيث أهميتها.
- على الباحث أن يتحلى بالانضباط والمداومة ويعرف اختيار الوقت والمكان
المناسبين ولقد أثبتت التجربة أن أنسب الأوقات للقراءة هي الفترة التي
تعقب النوم والفترة الصباحية.
- على الباحث أن يتجنب القراءة ودراسة الأفكار عندما يكون قلقا أو مرهقا
أو في حالة صحية غير جيدة وعليه أن يأخذ قسطا من الراحة قبل أن يشرع في
القراءة.
تنقسم القراءة إلى :
أ. قراءة سريعة أو ما يعرف بالإطلاع وهدفها اكتشاف الوثائق والمصادر
والمراجع وتحديد مكان وجود المعلومات والأفكار التي تتعلق بموضوع البحث.
وللإطلاع على محتوى كتاب مثلا يكفي أن نقرأ عنوانه ثم نقرأ مقدمته ثم
نقرأ فهرس المواضيع وفهرس المراجع فبذلك تتكون لدينا فكرة عن مضمون الكتاب
ونستكشف الفصول أو البنود التي تهم البحث الذي نحن بصدد إعداده.
ب . القراءة العادية : وتتمثل في جمع الأفكار وترتيبها وتصنيفها وتحليلها ونقدها واستخلاص النتائج وتدوينها في الملفات أو البطاقات.
ج. القراءة المركزة : وتشمل خاصة المصادر الهامة و الوثائق التي تتناول
موضوع البحث تناولا شاملا وعميقا بحيث يقوم الباحث بدراسة تلك المصادر
دراسة وافية ومستوعبة ويمحص الأفكار ويرتبها وينتقدها ويقارن بين الآراء
ويرجع ما يراه أكثر صوابا وموضوعية وينتقد الآراء التي يراها محل انتقاد
كل ذلك مع التعليل والإدلاء بالأفكار الشخصية.
بعد القراءة والدراسة
وتمحيص المادة العلمية يكون الباحث قد كون فكرة أكثر وضوحا حول موضوع بحثه
ويكون قد لاحظ ما تتضمنه الإشكالية الأولية والخطة المدونة من ثغرات أو
نواقص ويبادر لتصحيحها وضبطها وتدقيقها ويضبط ويدقق الإشكالية والخطة
بصورة نهائية مسجلا كل العناوين والأفكار الرئيسية والفرعية ثم يشرع في
عملية الصياغة للأفكار والمعلومات التي درسها.
لا يبدأ الباحث في صياغة المادة العلمية إلا
بعد أن تكون الأفكار والمعلومات أي المادة العلمية للموضوع قد نضجت وأنها
كافية لتغطية كل عناصر موضوع البحث .
وتعتبر هذه المرحلة أساسية ، في إعداد البحث ويجب أن يراعي الباحث فيها جملة من الضوابط هي :
أ) على الباحث أن يلتزم التزاما صارما بقواعد المنهجية العلمية والخطوات المتعلقة بإعداد البحوث العلمية .
ب) على الباحث أن يلتزم عند صياغة البحث بقواعد النحو والصرف وقواعد
التنقيط وعند الاقتضاء يستعين بخبير في اللغة ليراجع ما كتبه (أنظر قواعد
علامات التنقيط وكيفية استخدامها في نهاية هذا الفصل) .
ت) إن مراعاة استعمال المصطلحات والعناية بها ضرورة لا مناص منها للباحث في صياغة بحثه.
ث) ينبغي على الباحث أن يتجنب الحشو وتكرار الأفكار وتضاربها والمبالغة
في تعابيره أو في أحكامه وآراءه وذلك لا يتأتى له إلا بالالتزام بالتسلسل
المنطقي والزمني في عرض أفكاره والاعتدال ففي أحكامه.
ج) على الباحث أن يتحرى الموضوعية والدقة أي تجنب الاختصار المخل والإطناب الممل.
ح) ينبغي على الباحث أن يقلل من الاقتباس حتى لا يكون بحثه نقلا عن غيره
وهو ما يتنافى مع الأمانة العلمية إذا اقتبس عليه أن يشير إلى مؤلف الفكرة
والمصدر أو المرجع الذي أخذها منه طبقا لقواعد التهميش المعتمدة في البحوث
العلمية.
أ) توثيق البحث : إن توثيق
البحث أمر ضروري لأي بحث علمي لأن ذلك يدل على أن المعلومات التي يتضمنها
البحث موثقة ومستقاة من مصادر ومراجع لها قيمتها العلمية وهو ما يضفي على
البحث قيمة ويكون له مصداقية ويمكن الاعتماد عليه.
وينبغي على الباحث أن يقوم بإعداد قوائم تتضمن كل المصادر والمراجع التي
اطلع عليها الباحث أو اقتبس منها بعض المعلومات أو الأفكار التي تضمنها
بحثه.
يقسم الباحث المصادر والمراجع إلى :
- مصادر ومراجع باللغة العربية .
- مصادر ومراجع باللغة الفرنسية.
ويتم كتابة هذه المصادر والمراجع في فهرس المراجع بالترتيب التالي :
- الكتب.
- الدوريات.
- الوثائق الرسمية.
- الدراسات غير المنشورة.