(5)- يُصاب قومٌ بالابتلاءِ بسببِ وجودِ زيغٍ في قلوبهم .. فَيَتَّبِعُونَ المتشابِه .. قال اللهُ - جل وعلا - في شأنهم ... (
فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ
مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ
تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ ) ...فليس وجودُ المتشابه سببًا في
الزيغ ، ولكنَّ الزيغَ موجودٌ أولاً في النفوسِ.. فالله ُ-سبحانَهُ -
أثبتَ وجودَ الزيغِ في القلوبِ أوَّلاً .. ثم اتباعِ المتشابه ثانيًا ..
وقد جاءت (الفاءُ) في قوله - جل وعلا - : (فَيَتَّبِعُونَ)
لإفادةِ الترتيبِ والتعقيبِ. ففي النصوصِ ما يَشْتَبِهُ .. لكن مَنْ في
قلبه زيغٌ يذهبُ إلى النصِّ فيستدلُ به على زَيْغِهِ .. وليس له فيه
مُسْتَمْسَكٌ في الحقيقةِ .. لكن وَجَدَ الزيغَ فذهبَ يتلمَّسُ له .. وهذا
هو الذي ابْتُلِيَ به الناسُ - أي : الخوارجُ - في زمنِ الصحابةِ ..
وحصلتْ في زمن التابعينَ فتنٌ كثيرةٌ تَسَـبَّبَ عنها القتالُ والملاحِمُ
مما هو معلومٌ ...
فوائد الابتلاء:
الأمةُ
الإسلاميةُ والمسلمون يُبْتَلَوْنَ ...وفائدةُ هذا الابتلاءِ معرفةُ مَنْ
يَرْجِعُ فيه من الأمةِ إلى أمرِ اللهِ - جل وعلا - معتصِمًا بالله ...
متجرِّدًا ... متابعًا لهدي السلفِ ممّن لا يرجعُ ... وقد أصابته الفتنةُ
... قلّتْ أو كَثُرَتْ ...
اللهم أنصرنا بنصرك.........